الامنية

تحذيرات أمنية من عودة عوائل الهول للعراق

دمجهم بالمجتمع يُشكل تحدياً

أكد الخبير الأمني والاستراتيجي سيف رعد أن خطوة إعادة دمج أسر مخيم الهول في المجتمع العراقي تمثل تحدياً معقداً يتطلب تظافر الجهود من جميع الجهات المعنية، سواء الأمنية أو المجتمعية، لضمان تحقيق الأمن والاستقرار.

وقال رعد في تصريح صحفي، إن “الملف يخضع لمتابعة دقيقة من قبل الأجهزة الأمنية العراقية، نظراً لحساسيته وقرب موقع المخيم من الحدود العراقية، إذ لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن أقرب نقطة حدودية”.

وأوضح أن “عودة هذه الأسر تأتي في إطار اتفاق دولي وضغوط أمريكية بدأت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بهدف تسلُّم العراق لرعاياه من المخيم”.

وأشار إلى أن “مخيم الهول يضم نحو 60 ألف شخص، غالبيتهم من عائلات عناصر تنظيم داعش، بينهم أكثر من 30 ألفاً يحملون الجنسية العراقية”، مبيناً أن “بعض الدول تتردد في استعادة رعاياها، بينما يعمل العراق على تفكيك هذه البؤر الخطرة، كونها تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي”.

وأكد رعد أن “التقارير الأمنية الصادرة من داخل المخيم تشير إلى استمرار نشاط تنظيم داعش الإرهابي، الذي يستغل النساء والأطفال لتجنيد جيل جديد عبر فتاوى تصدر من خارجه، ما يعزز مخاوف عودة الفكر المتطرف”.

وأضاف أن “التحدي الأكبر لا يكمن في عودة العائلات، بل في كيفية دمجها داخل المجتمع العراقي. فبعض الأفراد قد يكونون قنابل موقوتة، خاصة في الأماكن العامة والمناسبات الدينية الكبرى مثل زيارة الأربعين”، داعياً إلى “إخضاع هذه الأسر لبرامج تأهيل نفسي وفكري تحت إشراف مستشارية الأمن القومي، بالتعاون مع الجهات المعنية”.

وشدد الخبير على ضرورة “متابعة تحركات هذه الأسر وأماكن سكنها بدقة، عبر تقارير أمنية مكثفة ومراقبة إلكترونية شاملة، للحد من أي خطر محتمل ناتج عن اختباء عناصر متطرفة داخلها، على غرار ما يحدث في بعض الدول”.

وختم رعد حديثه بالتأكيد على أن “مسؤولية التعامل مع هذا الملف حساسة وتحتاج إلى تنسيق تكاملي بين الأجهزة الأمنية ومنظمات المجتمع المدني وشيوخ العشائر، إضافة إلى ضمانات من ذوي الأسر العائدة، بما يضمن الأمن ويحول دون أي خروقات أو تهديدات مستقبلية”.

يُذكر أن مخيم الهول في شمال شرق سوريا، الواقع جنوب مدينة الحسكة، شهد مؤخراً توتراً أمنياً متصاعداً، بعد تقارير عن تحركات مشبوهة لخلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش، لا سيما داخل قسم “المهاجرات”، حيث قامت نساء التنظيم بتشكيل ما يُعرف بـ”جهاز الحسبة”، وهاجمن مقار منظمات إنسانية وأقدمْن على حرقها وتخريب ممتلكاتها.

ويُعد الهول أكبر المخيمات في سوريا، إذ يضم حوالي 34 ألف شخص، بينهم 13 ألف لاجئ عراقي، و15 ألف نازح سوري، وأكثر من 6 آلاف من نساء وأطفال مقاتلي التنظيم الأجانب. وتعمل الحكومة العراقية، بالتنسيق مع الإدارة الذاتية الكردية، على إعادة وتفكيك المخيم تدريجياً، حيث عاد أكثر من 900 لاجئ عراقي خلال الفترة الماضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار