في خطوة تحمل أبعاداً استراتيجية لمستقبل قطاع الطاقة، كشف وزير النفط العراقي، حيان عبدالغني، عن خطط لتقليل الاعتماد على استيراد الغاز الإيراني، الذي “يشكل عبئاً مالياً ثقيلاً على ميزانية الدولة”، مع اكتمال مشاريع تطوير موارد الغاز غير المستغلة في البلاد.
وقال عبد الغني، في تصريات صحفية، إن استيراد الغاز الإيراني يفرض عبئاً مالياً كبيراً على ميزانية الدولة، في ظل التكاليف المرتفعة والانقطاعات المتكررة للإمدادات.
وأضاف: “يستورد العراق الغاز من إيران بتكاليف مرتفعة، وهذه الإمدادات غير مستقرة. وبسبب الظروف في إيران، يتم أحياناً تقليص الإمدادات أو وقفها تماماً، مما يؤثر في توليد الكهرباء. لا يمكن أن يستمر هذا الوضع إلى الأبد”.
وأشار وزير النفط، إلى أن هذه الانقطاعات تؤثر بشكل مباشر على عمليات توليد الكهرباء في العراق، مما يشكل تهديداً لأمن الطاقة في البلاد.
وأكد عبد الغني، تقدم العراق في تقليل حرق الغاز، مشيراً إلى أن 67% من الغاز المستخرج يُستخدم حالياً بشكل فعّال، مقارنة بـ53% قبل 3 سنوات.
رفع إنتاج الغاز
من المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز في العراق بنحو 190 مليون قدم مكعب يومياً بحلول عام 2025.
ويشمل هذا الإنتاج 140 مليون قدم مكعب يومياً من مشروعين في البصرة، بالإضافة إلى 50 مليون قدم مكعب يومياً من شركة “توتال إنرجي” الفرنسية، التي استجابت لطلب طارئ من بغداد، مما يوفر الكمية اللازمة لتشغيل محطة طاقة بقدرة 1000 ميغاواط، ويسهم في تلبية الاحتياجات الكهربائية الضرورية.
والتزمت شركة “توتال إنرجي” بتقديم 50 مليون قدم مكعب يومياً من الإمدادات الطارئة هذا العام، كجزء من اتفاق بقيمة 27 مليار دولار تم توقيعه في عام 2023. كما يشمل الاتفاق خططاً لإنتاج 600 مليون قدم مكعب يومياً، رغم أن استكمال هذه المشاريع سيستغرق سنوات عدة.
وفي جنوب العراق، تتولى شركة “غاز البصرة” قيادة جهود توسيع الإنتاج المحلي.
وقد تأسست الشركة كمشروع مشترك في عام 2013، حيث يمتلك العراق حصة 51%، بينما تمتلك شركة “شل” 44%، وشركة “ميتسوبيشي” اليابانية 5%. ومن المتوقع أن تسهم مشاريعها الحالية، (NGL1) و(NGL2)، في زيادة إنتاج الغاز بشكل كبير.
وعلى الرغم من توقيع اتفاقية لمدة 5 سنوات مع إيران في شهر مارس 2024 لتوريد 50 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز، إلا أن العراق واجه انقطاعات مستمرة في الإمدادات، وتوقفت الإمدادات تماماً في نوفمبر 2023 بسبب زيادة الطلب المحلي في إيران.