كشف مسؤولون أتراك عن الغرض من زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان المرتقبة إلى العراق، مشيرين إلى التركيز على قضايا أمنية بحتة.
من المنتظر أن يجري فيدان غداً الأحد زيارة رسمية إلى العراق، يلتقي خلالها مع مسؤولين رفيعين في بغداد.
وأفادت صحيفة ديلي صباح التركية (Daily Sabah)، اليوم السبت 1 تشرين الثاني 2025، بأن “مسؤولين أتراك صرحوا أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، من المقرر أن يزور العراق، ومن المتوقع أن يسلط الضوء على التعاون العراقي في مكافحة الإرهاب، ويدعم مبادرة (تركيا الخالية من الإرهاب)، ويؤكد على المسؤولية المشتركة في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود”.
تأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أسابيع من زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ووزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله إلى أنقرة في 10 تشرين الأول 2025، مما يعكس تصاعد التبادلات الدبلوماسية بين البلدين.
وبحسب الصحيفة “سيعقد فيدان، خلال رحلته، اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين العراقيين لمناقشة التعاون المستمر والتطورات الإقليمية”.
يقول المسؤولون إن “فيدان سيعرب عن تقدير تركيا لدعم العراق لمبادرة (تركيا الخالية من الإرهاب)، التي تهدف إلى إنهاء أربعة عقود من إراقة الدماء على يد حزب العمال الكوردستاني (PKK)، ذلك بعد أن أعلن الحزب في وقت سابق من هذا الشهر أنه سيسحب جماعته من تركيا بموجب المبادرة ويتخلى عن مواقعه في شمال العراق”.
وقد شهدت المبادرة، التي أُطلقت العام الماضي، قيام مسلحي الحزب بحرق أسلحتهم ومغادرة نقاط التفتيش في جبال قنديل بإقليم كوردستان، حيث كانوا يحتفظون بمعقل لهم لعقود. وتشرف لجنة برلمانية على المبادرة. وتقول السلطات التركية إن العملية “هي خطوة نحو الاستقرار الإقليمي والهدف طويل الأمد المتمثل في منع الإرهاب العابر للحدود، على الرغم من أن الفرع السوري لحزب العمال الكوردستاني، وحدات حماية الشعب (YPG)، لم ينضم بشكل كامل إلى المبادرة”.
“ومن المتوقع أن يحدد فيدان في زيارته للعراق، خططًا لتوسيع المبادرات المشتركة ضد جماعات إرهابية أخرى مثل داعش (Daesh)، التي سيطرت على مساحات شاسعة من سوريا والعراق في عام 2014″، كما ذكرت الصحيفة التركية.
شكلت أنقرة وبغداد ائتلافاً ضد داعش مع الأردن وسوريا في وقت سابق من هذا العام، والذي قال فيدان إنه “سيشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات المشتركة”.
وقالت الصحيفة أنه “من المتوقع أيضاً أن يؤكد فيدان على أهمية الإدارة المستدامة للمياه العابرة للحدود”، مشدداً على التعاون في المشاريع الفنية والعلمية والبنية التحتية التي تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام المياه في العراق”.
ومن المرجح أن تكون العلاقات في مجالي الطاقة والاقتصاد حاضرة إلى جانب المناقشات الأمنية. وأن يسلط فيدان الضوء على استئناف تشغيل خط أنابيب النفط الخام بين العراق وتركيا، واصفاً إياه بأنه “خطوة إيجابية لأمن إمدادات الطاقة والتجارة الثنائية”، وقد يعيد التأكيد على استعداد تركيا للتفاوض بشأن اتفاقية تعاون شاملة للطاقة.
يعد الاستقرار الإقليمي أيضاً على جدول الأعمال. أذ من المتوقع أن يشدد فيدان على “الحاجة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة ودعم الجهود التي تعزز وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية”. ومن المتوقع أيضاً “الاعتراف بجهود العراق المستمرة لإعادة مواطنيه من المخيمات والسجون في شمال شرق سوريا كمساهمة في الأمن الإقليمي”.
ولا تزال التجارة الثنائية بين تركيا والعراق قوية. حيث بلغ إجمالي التجارة بين البلدين حوالي 12 مليار دولار، حتى شهر أيلول 2025. بلغت الصادرات التركية 8.675 مليار دولار والواردات من العراق 3.231 مليار دولار.
وقد عززت الزيارات رفيعة المستوى هذه العلاقات، بما في ذلك زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى العراق في نيسان 2024، والتي أسفرت عن 27 اتفاقية شملت الأمن والتجارة والزراعة والثقافة والنقل والتعاون في مجال المياه.
كما زار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تركيا في 8 أيار 2025، لحضور الاجتماع السادس لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، حيث تم التوقيع على 11 اتفاقية جديدة.
وكانت آخر زيارة لفيدان إلى بغداد في 26 يناير 2025.
