السياسية

“لسنا ولاية أمريكية”.. مطالبات بوضع حد لتدخل واشنطن في رسم خارطة العراق السياسية

تصاعدت التحذيرات والمطالبات من شخصيات سياسية عراقية بشأن ما وصفوه بـ”التدخل السافر” للولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون الداخلية للعراق، خصوصاً بعد الكشف عن فحوى مكالمة هاتفية جرت بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والتي أعلنت عنها السفارة الأمريكية في بغداد.

وأكدت أطراف سياسية أن هذه التصرفات تتعارض مع السيادة الوطنية، مشددة على أن العراق ليس “ولاية أمريكية”، وأن استمرار التدخلات الأمريكية يشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي.

وقال السياسي صباح العكيلي في تصريح صحفي، إن “بيان السفارة الأمريكية الأخير بشأن المكالمة الهاتفية بين السوداني وبلينكن يمثّل تدخلاً وقحاً وغير مقبول في الشأنين التنفيذي والتشريعي العراقي”، داعياً الحكومة إلى اتخاذ موقف واضح وحازم إزاء هذه التدخلات، والرد بما يليق بسيادة العراق وكرامة مواطنيه.

من جانبه، حذّر عضو ائتلاف دولة القانون عبد الرحمن الجزائري من “استمرار محاولات الجانب الأمريكي للتأثير على الخارطة السياسية في البلاد”، مشيراً إلى أن “هناك إشارات واضحة على تدخل واشنطن في ترتيب التحالفات السياسية وفرض أجندات على الكتل المختلفة”.

وأوضح الجزائري أن “الإدارة الأمريكية لا تزال توجه رسائل غير مباشرة إلى الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة، بزعم أن الشعب غير راضٍ عن أداء الحكومة الحالية، في محاولة لخلق مبررات للتدخل السياسي المباشر”.

وحمّل مراقبون الولايات المتحدة مسؤولية زعزعة الاستقرار السياسي من خلال التدخلات المتكررة، مؤكدين أن الشعب العراقي بكل أطيافه يرفض أي وصاية خارجية على القرار الوطني، خاصة في ظل مساعي الحكومة لبناء مؤسسات مستقلة وفاعلة بعيداً عن الضغوط الخارجية.

ويُذكر أن العلاقة بين العراق والولايات المتحدة لا تزال تخضع لتوترات متكررة بسبب وجود قوات أمريكية داخل الأراضي العراقية، ومحاولات واشنطن المستمرة للتدخل في الملفات السياسية والاقتصادية الحساسة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار