أظهرت صور ومقاطع فيديو من سجن صيدنايا الواقع قرب العاصمة السورية دمشق حجم وحشية النظام السوري في معاملته المعتقلين.
وبحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد “مارس النظام السوري 72 نوعا مختلفا من التعذيب، بما في ذلك العنف الجسدي والنفسي والجنسي”.
وأكد أنه “قتل آلاف الأشخاص في المبنى الأحمر في عمليات إعدام سرية بعد احتجازهم في ظروف غير إنسانية”.
وتابع أن “السجناء كانوا يعدمون في غرفة الإعدام الواقعة في الركن الجنوبي الشرقي من المبنى الأبيض في منتصف الليل”.
وأشار إلى أنه “بين عامي 2011 و2015، شُنق ما يقرب من 50 شخصا كل أسبوع، وأحيانا كل أسبوعين، وبعد تنفيذ عملية الإعدام، كانت تحمل جثث الضحايا على شاحنات وتنقل إلى مستشفى تشرين العسكري في دمشق لحفظ السجلات”.
وأوضح أنه “بعد تسجيل وفاتهم في المستشفى على أنها أمراض في القلب أو التنفس، كانت ترسل الجثث إلى مشرحة تشرين ومنها إلى المقابر الجماعية”.
ويُعد سجن صيدنايا العسكري، المكان الذي كان يحتجز ويعذب فيه المتظاهرون المناهضون للنظام بعد اعتقالهم، ويحتوي على مركزين للاعتقال، هما “المبنى الأبيض” و”المبنى الأحمر”.
وتظهر تقارير منظمات دولية، أن النظام السابق نفذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء من خلال الإعدام الجماعي في صيدنايا.
وتعمد إبقاء معتقليه في ظروف غير إنسانية، وحرمانهم بصورة منهجية من الغذاء والماء والدواء.
وكان غالبية المحتجزين في “المبنى الأحمر” من المدنيين المعتقلين منذ عام 2011 مع بدء ثورة الشعب السوري على النظام، في حين كان المبنى الأبيض يضم ضباطا وجنودا اعتقلوا على خلفية عدم الولاء للنظام.
وبحسب تصريحات مسؤولين وسجناء سابقين في السجن، فإن “غالبية المعتقلين في المبنى الأحمر منذ عام 2011، هم مدنيون معارضون من كافة شرائح المجتمع”.
وذكروا أنهم “عندما وصلوا إلى السجن تعرضوا للضرب المبرح والتعذيب، وهو ما أسمته سلطات السجن “حفلة ترحيب”.
وفجر 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.