السياسية

هل تنزع زيارة السوداني لأربيل فتيل أزمة التعداد السكاني؟

قرر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة أربيل، (الأربعاء) القادم، لنزع فتيل أزمة محتملة بين الحكومة المركزية وإقليم كوردستان لحل عقدة التعداد السكاني الذي ستجريه بغداد وتعارضه أربيل بسبب المناطق المتنازع عليها.
وطالب رئيس هيئة المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم فهمي برهان، الحكومة الاتحادية بتأجيل إجراء التعداد السكاني إلى موعد آخر بسبب عدم معالجة مسألة المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي.
وقال في مؤتمر صحفي اليوم (الأحد): يتعين على الجميع في كوردستان بذل قصارى الجهود لإعادة الكورد من سكنة كركوك الأصليين الى المحافظة لكي يجرى التعداد السكاني بوجودهم.
وأضاف: “نحن لسنا ضد التعداد السكاني، ونعده ضرورياً، ونعتقد أنه يحقق الأهداف التنموية التي نسعى إليها خصوصاً في المحافظات الأربع للإقليم”، مضيفاً: “لكن بما أنه لم يتّم حل قضية المناطق المتنازع عليها، فإننا نرى من الأفضل تأجيل هذا التعداد الى موعد آخر”.
وأجرى العراق آخر تعداد سكاني عام 1987، واشتركت فيه كل المحافظات، تبعه إحصاء عام 1997 الذي أجري دون مشاركة محافظات إقليم كوردستان.
وظلت البلاد طيلة السنوات الماضية مُعتمدة على الأرقام الإحصائية التقريبية الصادرة عن مؤسسات ومراكز أبحاث غير رسمية تُعنى بهذا الشأن، قبل أن تصدر تقديرات وزارة التخطيط في عام 2022 بأن عدد سكان العراق بلغ أكثر من 42 مليون نسمة.
وفي المقابل، فإن ملف المناطق المتنازع عليها في العراق يعد من أكثر القضايا تعقيداً وحساسية في المشهد السياسي، إذ لم ترَ طريق الحل من بعد عام 2003، وهذه المناطق تشمل أراضي واسعة تمتد بين إقليم كوردستان والحكومة المركزية، كما تتميز بتنوعها من الناحية القومية والإثنية.
وتأجل التعداد بسبب مخاوف من تسييسه، وعارضته جماعات عرقية في المناطق المتنازع عليها مثل مدينة كركوك التي يسكنها الكورد والعرب والتركمان وتضم حقولاً نفطية كبرى؛ لأنه قد يكشف عن تركيبة سكانية من شأنها أن تقضي على طموحاتها السياسية.
وكان إقليم كوردستان قد طالب بعد 2003 بضم كركوك وإجراء التعداد السكاني، وسيحدد الإحصاء إن كان الكورد أكبر تكتل عرقي في المدينة وهو ما قد يدعم تلك المطالبة. ويكشف التعداد عدد السكان الذين يعيشون في إقليم كوردستان، الأمر الذي سيحدد حصته في إيرادات الحكومة العراقية، البالغة حاليا نحو 12 %.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار